النعم السوابغ في شرح النوابغ

موجز:
فقد صنف العلامة المفسر الاريب واللغوي النحوي الاديب الامام جار الله ابو القاسم محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي الحنفي الوالود سنة 467 والمتوفي سنة 538 رحمه الله تعالى رسالة لطيفة سماها الكلم النوابغ نثر فيها جملة من الحكم والمواعظ صاغها باسلوب ادبي يعلو على كثير من الناس وتنوق في تحليتها بايرادها على طريق السجع والجناس فكانت على وجازتها سابقة في بابها فريدة بين اترابها . وقد راعى فيها الزمخشري ترك التصنع والتكلف على ما صرح به في مقدمة شرحه على مقاماته حيث قال ان ما سماه الناس البديع منتحسين الالفاظ وترتيبها بطلب الطباق فيها والتجنيس والتسجيع والترصيع . وقد اعتنى بشرح هذا الكتاب غير واحد من اهل العلم على مر العصور كام من اوائلهم العلامة الاديب المعقولي والمتكلم النظار الاصولي الامام سعد الدين مسعود عمر التفتازاني المولدو سنة 722 والمتوفي في سنة 792 . بكتابة النعم السوابغ في شرح وجيز كتبه لرغبة احد طلبته عندما اراد ان يقرا عليه الكلم النوابغ فاقتصر فيه على بيان معاني الالفاظ والكلمات من غير توسع في ايراد اللطائف والاشارات مراعاة لحال الطالب فيما يظهر . وقد صرح التفتازاني بذلك في مقدمة كتابة هذا حيث قال فان النجيب القاضوي لا زال كاسمه محمودا بكل لسان ومحببا الى كل انسان لما استظهر عندي من المقدمة الادبية نبذا ومال خاطره الى ان يحفظ كتاب النوابغ حفظا ويقتبس من انواره ويقتنص من اثاره وهو كتاب متشاكل الصيغ متجانس المباني متباين المرادات متفاوت المعاني، محمكم الاصول، كثير المحصول، لا جرم كتبت له وجيزا يهدي كواكبه في ظلمائه ويروي ظمأ الطالب بارد مائه، ولا يتلقى فيه صاحبه عرق القربة، وان لم يكن باساليب الكلام ذا دربة.

نسخ